جوانب تقيم الطفل المصاب بالتوحد
يعاني الأطفال التوحديون من صعوبات سلوكية فى التعامل مع الآخرين تتركز على سلبيتهم فى التعامل ، وهؤلاء الأطفال قد يكونون انطوائيين ساكنين ، وقد يكونون نشيطين مخربين ، وتختلف درجة المشكلات السلوكية من الشديدة إلى الخفيفة ، فقد يكونون مؤذيين لأنفسهم وللآخرين ، وقد تكون خفيفة بحيث يصعب ملاحظتها . وبعضهم يظهر القليل من الاهتمام بالصوت البشرى ، وعادة لا يرفعون أيديهم لوالديهم من أجل حملهم كما يفعل أقرانهم ، يظهرون غير مبالين وبدون عاطفة ، وقليلاً ما يظهرون أى تعبيرات على الوجه . ومن مشكلات التطور النفسىوالسلوكى للأطفال التوحديين:-
- صعوبة الإرتباط الطبيعى مع المجتمع والمكان .
-عدم القدرة على استخدام اللغة والكلام للتواصل مع الآخرين .
-القيام بحركات مكررة غير ذات معنى أو جدوى .
-القيام بحركات مميزة وفريدة ( عبدالله محمد الصبى ، 2009 : 13 ) .
يتميز الأطفال المصابون بالاضطراب التوحدى بسلوك الانسحاب من الواقع والقصور أو الإخفاق فى تطوير علاقات انفعالية وعاطفية مع الآخرين ، ومحدودية الأنشطة والاهتمامات ، وحركات الجسم الغريبة مثل التصفيق بالأيدى ، ورفرفة اليدين ، وضرب الرأس ، والإصرار على طقوس معينة ، وضعف فىالانتباه ، وزيادة النشاط ، والترديد الآلى للكلمات أو المقاطع التى ينطق بها الأخرون ، والجمود ، ومعارضة أى تغيير فىالحياة الروتينية ، والثبوت ، ويعنى التكرار الرتيب للأفعال أو الأقوال .
ولكون الطفل التوحدي يعانى اجتماعياً فالبعض من التوحديين منعزل بشدة ولديه خمول والبعض الآخر كثير الحركة مخرباً كثير الصراخ مما يسبب الإحراج لوالديه ، ولا يعرف معنى الملكية ولا يهتم بالآخرين ولا يجل والديه أو الكبار وهو فى رفضه للتغيير وإصراره على الروتين اليومى يسبب العديد من المشكلات لمن حوله ، كما أنه فى ترديده الآلى للكلمات وتكرارها لمدة طويلة بدون ارتباط بالموقف يسبب الإزعاج لمن حوله ، وقد يتجاهل الأصوات العالية ، وإحساسات الألم والخوف من المخاطر ، والبعض تكون الأصوات مزعجة له بصورة رهيبة ويغطى أذنيه حتى لا يسمعها ، كما يبالغ من رد فعله لاحساسات أخرى تكون عادة غير مؤلمة ، فبعض التوحديين يمانع فى أن يُلمَس بينما يتجاهل أحاسيس أخرى كإظهار الألم .
والأطفال التوحديون معتادون على الروتين ، حيث إنهم يهتمون بالحفاظ على النظام الثابت للأشياء المحيطة بهم وربما يرتبون الأشياء المحيطة بهم على نحو دقيق ومحكم ، ونجد أن هؤلاء الأطفال يتوترون ويغضبون ويثورون بصورة كبيرة إذا غير أىشخص هذا النظام ، ويسعى هؤلاء الأطفال على اتباع طريق واحد وينزعجون إذا ما تم تغيير هذا المسار.
ويشير عبدالله محمد الصبى( 2009: 34) أن الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد يتضايقون من تغيير البيئة المحيطة بهم حتى أدنى تغيير ، ويرفضون تغيير رتابة اللعب ، هذا الرفض قد يؤدى إلى الثورة والغضب ، كما أنهم يرتبون ألعابهم وأدواتهم فى وضع معيّن ويضطربون عند تغييره ، هذا بالإضافة إلى أنهم يقاومون تعلم أى نشاط أو مهارة جديدة . حيث إن الطفل يظهر اهتماماً بشىء معين ، مثل لعبة معينة ينظر إليها بزاوية معينة ويهتم بها بطريقة متكررة ومملة ، وعند تغيير مكانها أو إختفائهانجد أن الطفل يثور ويغضب ، ولا يهدأ حتى تعود اللعبة إلى مكانها الطبيعى .
ومن الأشياء الملاحظة والغريبة قيام أطفال التوحد بعمل حركات متكررة وبشكل متواصل بدون غرض أو هدف معين ، وقد تستمر هذه الحركات طوال فترة اليقظة ، وعادة ما تختفى مع النوم ، مما يؤثر على اكتساب المهارات ، كما يقلل من فرص التواصل مع الآخرين ، ومن أمثلتها : إهتزاز الجسم ، رفرفة اليدين ، فرك اليدين ، تموج الأصابع ...وغيرها (عبدالله محمد الصبى، 2009 : 16-17).
وأشارت نتائج دراسة بيكلين (Biklen,2002) إلى أن السلوك النمطى لدى الأطفال التوحديين يتضمن: حركات تلقائية ميكانيكية غير متعمدة ، إيذاء النفس بشكل مستمر، هوس الرتابة وعدم احتمال التغيير، صدى كلامى، رفة العينين ونغز متكرر، رفرفة اليدين ، وتحريك الأشياء بشكل كروى دائرى.
وأشار محمد السيد عبدالرحمن وآخرون (2005 : 14) أن الطريقة التى يلعب بها الأطفال التوحديون غريبة جداً ، وفى بعض الأحيان لا يلعب الأطفال التوحديون على الإطلاق . وعندما يستخدمون الألعاب أو الدمى أو مواد اللعب فإنهم ربما يستخدمونها بطريقة غريبة جداً . فربما يرمى الطفل المكعبات على سطح صلب بطريقة عنيفة ، وربما يرتب المكعبات على نمط واحد يرتكز على الحجم أو اللون أو الشكل. وربما يرتب الطفل الأشياء بشكل معين ويتركها ويذهب إلى مكان آخر ، ولكنه يصر إصراراً عجيباً على عدم نقضها أو تغيير ترتيبها . وربما يظهر بعض الأطفال بدايات اللعب الخيالى ، ولكن أفعالهم تبقى غير ناضجة بالمرة ، وتظل مركزة على لعبة واحدة .
ويفضل الطفل التوحدى اللعب الفردى ولا يشارك فى اللعب الجماعى وإذا شارك الأطفال الآخرين يتعامل معهم كآلات بلا انفعالات أو تواصل ، وبسبب ضعف اللغة والتخيل لا يستطيعون الاندماج فى اللعب مع الأطفال الآخرين وغالباً ما يكون نمط اللعب محدداً ومقيداً ومتكرراً . ويبقى الطفل التوحدى فترة طويلة كما فى سنواته الأولى يمسك الأشياء ولا يعرف كيف يلعب بها ، وبعضهم يحب اللعب بالماء أو تدوير قطعة معدنية ، لكنه لا يطور فى لعبه ولا ينتقل لجديد ، وعندما يكونون صغار يتجاهلون غيرهم من الأطفال ويفضلون اللعب بمفردهم ، وفى مرحلة أخرى بعضهم يحب أن يشارك الأطفال الآخرين لكن بدون أن يعرف كيف ، ولكنه يتحرك وكأنه آلة وبلا تفاعل معهم ، ويكون نقص اللعب التخيلى غالباً ظاهر ، مع نقص الأنشطة والاهتمامات ، ويمكن مشاهدة قيود الاهتمامات فى أنشطة مثل ثبات الطفل فىعمل أشياء معينة أو الخيال مع وحدات ثابتة مثل مفاتيح الإضاءة واستبعاد معظم الأنشطة الأخرى ، ويميل اللعب والتقليد إلى أن يكون مادياً مجمداً ومحدداً بدلاً من أن يكون رمزياً وخيالياً ( نادية أبوالسعود ، 2008 : 90 ).